3 أبريل 2018. المباراة الأولى في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين يوفنتوس وريال مدريد. وكان فريق تورينو يأمل في الثأر بعد هزيمته في نهائي 1، لكن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها في الدقيقة الثالثة عندما افتتح رونالدو التسجيل. كانت تلك اللحظة التي جعلت قلوب مشجعي يوفنتوس تتسابق. ربما لم يتوقع أحد أن تبدأ الأمور بهذه السرعة. وأظهر رونالدو، الذي كان قد أثبت نفسه بحلول هذه المرحلة كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، أدائه المميز، حيث فاجأ دفاع يوفنتوس.
بعد الهدف بدأ ريال مدريد بالسيطرة على الملعب. سيطر ريال مدريد على الكرة وضغط بشكل فعال وخلق الفرص. بدوره، حاول يوفنتوس استعادة توازنه والرد على هذه الضربة. وبدأوا في تحريك الكرة بشكل أسرع وسرعان ما سنحت لهم فرصة التعادل، لكن تسديدة ديبالا تصدى لها حارس المرمى. وفي الدقيقة العاشرة من عمر المباراة، نجح يوفنتوس أخيرا في خلق فرصة خطيرة. وأرسل بونوتشي تمريرة طويلة إلى كوادرادو الذي راوغ المدافع وسدد لكن الكرة مرت فوق العارضة مرة أخرى. وتزايد التوتر مع كل دقيقة تمر وسرعان ما أصبح من الواضح أن يوفنتوس يحتاج إلى أسلوب هجومي عالي الجودة لمنع ريال مدريد من توسيع تقدمه.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى نجح ريال مدريد في إثارة قلق جماهير يوفنتوس مرة أخرى في الدقيقة 20. رونالدو، كما هو الحال دائما، كان في المكان المناسب في الوقت المناسب وكان بإمكانه زيادة الفارق، لكن مدافعي يوفنتوس عملوا في الوقت المناسب لمنعه. ورغم الضغوط، واصل يوفنتوس البحث عن الفرص. وفي الدقيقة 30، نجحوا أخيرا في تحقيق هدفهم: حيث سمح التعاون الرائع في وسط الملعب لديبالا بالحصول على فرصة عظيمة ووضع الكرة أخيرا في شباك المنافس. انفجر الملعب بالفرح. ولم يكن هذا الهدف نتيجة العمل الجاد للفريق فحسب، بل كان أيضا رمزا للأمل لجميع مشجعي السيدة العجوز.
لكن فرحة لاعبي يوفنتوس لم تدم طويلاً. ريال مدريد لم يترك أي فرصة للاسترخاء، بل رد على الفور تقريبًا. وفي الدقيقة 45 عاد رونالدو إلى دائرة الضوء. وبعد هجمة سريعة، استلم الكرة على حافة منطقة الجزاء وأرسلها إلى الزاوية العليا لمرمى يوفنتوس. لقد كانت تحفة فنية حقيقية شلت الملعب مرة أخرى. دخل ريال مدريد إلى الاستراحة متقدما بنتيجة 2-1. بعد الاستراحة، أدرك يوفنتوس أنه يتعين عليه أن يكون أكثر حسماً. وبدأ الفريقان الشوط الثاني بهدف استعادة السيطرة على المباراة. وزاد الفريق من الضغط على دفاع ريال مدريد، وسرعان ما ظهرت فرص كان من الممكن أن تؤدي إلى هدف. وفي الدقيقة 60، كاد كريستيانو رونالدو أن يسجل ثلاثية، لكن تسديدته من مسافة قريبة تصدى لها المدافعون.
وفي الدقيقة 64، أصبحت اللحظة أسطورية. أرسل داني كارفاخال كرة عرضية من الجهة اليمنى، وانطلق رونالدو نحوها لينفذ ركلة خلفية مثالية، هبطت في الزاوية اليسرى لتترك بوفون عاجزاً. وكان هذا الهدف قد جاء بعد الموعد النهائي. التقنية، القوة، الدقة، القفز - كل شيء مثالي. لم تكن هذه اللحظة هي أبرز أحداث المباراة فحسب، بل كانت أيضًا واحدة من أكثر اللحظات التي لا تنسى في تاريخ دوري أبطال أوروبا. انفجرت فرحة لاعبي ريال مدريد وجماهيرهم في المدرجات. ولم يكبح رونالدو، كعادته، مشاعره، بل رفع يديه إلى السماء احتفالا بتحفته الفنية. وبعد هذا الهدف مباشرة، اتخذت المباراة بعدا جديدا. حاول يوفنتوس، في حالة من الصدمة، جمع قواه والعودة إلى أجواء المباراة. أدرك المدرب ماسيميليانو أليجري أن الفريق بحاجة إلى تغيير الوضع سريعا، لذا أجرى تبديلا بلاعبين جدد قادرين على إضافة العدوانية والإبداع إلى الهجوم.
لكن ريال مدريد، بعد أن أخذ زمام المبادرة مرة أخرى، واصل الضغط على منافسيه. وفي كل مرة يشنون فيها هجومهم، كانوا يثيرون القلق لدى مدافعي يوفنتوس، الذين رغم بذلهم قصارى جهدهم، لم يتمكنوا من إيقاف الهجمات المرتدة السريعة لفريق مدريد. وفي الدقيقة 70، عاد رونالدو ليتصدر الهجوم من جديد، لكن تسديدته هذه المرة تصدى لها أحد المدافعين. بدأ يوفنتوس، الذي يدرك كل المخاطر، في التصرف بطريقة أكثر خطورة. وخلقوا لحظة خطيرة في الدقيقة 75 عندما تغلب كوادرادو على أحد المدافعين وسدد في اتجاه المرمى.
لكن كاسياس، الذي قدم أداء رائعا في تلك الليلة، جاء لإنقاذ الموقف مرة أخرى، حيث أبعد الكرة إلى ركلة ركنية. صفق مشجعو يوفنتوس دعما لفريقهم المفضل، لكن التوترات كانت تتصاعد. مع مرور الوقت، أدرك يوفنتوس أنه يتعين عليه تسجيل الأهداف إذا كان يريد أي فرصة للوصول إلى الدور نصف النهائي. وفي الدقيقة 80، استعاد ديبالا، الذي سجل هدفا بالفعل، زمام المبادرة بتسديدة من مسافة بعيدة. وكانت تسديدته صحيحة، لكن كاسياس تصدى للكرة مرة أخرى وأبعدها إلى خارج الملعب. وفي الدقائق العشر الأخيرة من المباراة، استخدم يوفنتوس كل قوته لاقتحام مرمى ريال مدريد.
أصبح كل هجوم أكثر يأسا. وفي الدقيقة 85، وبعد ركلة ركنية أخرى، سقطت الكرة بين يدي بونوتشي الذي حولها برأسه من مسافة قريبة إلى داخل المرمى لكنه فشل في وضعها في الشباك. حاول ريال مدريد، الذي سيطر على الكرة بمهارة، استغلال كل لحظة للتنفس وتحريك المباراة في اتجاه أكثر هدوءا. ولكن يوفنتوس لم يكن مستعدا للاستسلام. وفي الدقيقة 88 حصلوا على ركنية أخرى. كان الملعب متجمدًا في انتظار ذلك. تم تنفيذ الركلة الركنية في القائم البعيد حيث بدا أن كيير سيسجل لكن تسديدته مرت فوق العارضة. وفي الدقائق الأخيرة من المباراة، شن يوفنتوس هجمة أخرى، لكن دفاع ريال مدريد كان في حالة تأهب.
وفي وقت لاحق، سجل ريال مدريد الهدف الثالث، وقدم رونالدو تمريرة حاسمة، وانتهت المباراة بنتيجة 0:3 لصالح الفريق المدريدي. لقد كانت سيطرة كاملة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى رونالدو. من الصعب المبالغة في تقدير مساهمته في اللعبة: فهو لم يسجل فقط، بل خلق أيضًا فرصًا لزملائه في الفريق، وقاد الفريق. لم يكن أفضل لاعب في الملعب تلك الليلة فحسب، بل كان قائدًا حقيقيًا، وأظهر مهارة استثنائية وفهمًا للعبة. الهدف الثالث جاء نتيجة هجمة مرتدة سريعة بدأت بتمريرة متقنة في وسط الملعب. رونالدو، بعد استلامه الكرة، رأى على الفور زميلًا خاليًا من الرقابة. لم ينتظر الظروف المناسبة لإطلاق النار، بل أرسل كرة مدروسة بعناية.
صفق مشجعو ريال مدريد في المدرجات. لقد عرفوا أن فريقهم كان على وشك تحقيق نجاح كبير. كانت الأجواء في الملعب مذهلة بكل بساطة، حيث ملأ الفرح والسعادة قلوب المشجعين الذين جاءوا لدعم فريقهم المفضل في هذه المباراة المهمة. تجمع الأصدقاء والعائلات وتبادلوا النظرات الفخورة عندما أدركوا أن فريقهم يلعب مستوى استثنائيًا من كرة القدم. في المقابل، بدا لاعبو يوفنتوس محبطين بشكل واضح. وأدركوا أنهم فقدوا السيطرة على المباراة وأنهم غير قادرين على التعامل مع الضغوط التي فرضها ريال مدريد عليهم. ورغم بذلهم قصارى جهدهم، لم يتمكن خط الدفاع من إيقاف الزخم الهجومي لريال مدريد. وبدأ مدرب يوفنتوس، وهو يراقب ما يحدث في الملعب، يفكر في التغييرات الممكنة في الفريق والاستراتيجية.