ومنذ الدقائق الأولى من المباراة، فرض النصر سيطرته على مجريات اللعب. وفي الدقيقة التاسعة، استغل جون دوران خطأ من مدافع استقلال وافتتح التسجيل، حيث أرسل الكرة إلى داخل الشباك بعد تسديدة متقنة. وقد أعطى هذا الهدف المبكر الثقة للفريق وأعطى النغمة للتطورات اللاحقة على أرض الملعب. وبعد الهدف واصل لاعبو النصر هجومهم، وأظهروا سرعة كبيرة ودقة في التمرير. وفي منتصف الشوط الأول، خلق الفريق عدة فرص خطيرة، لكن الأداء الرائع لحارس مرمى الفريق المنافس أنقذهم من الهدف الثاني. وأصبح كل هجمة للنصر أكثر خطورة وبدأ الجمهور في المدرجات يدعم فريقه بشكل فعال.
وفي الدقيقة 25 حاول الاستقلال تنظيم هجمة مرتدة، لكن مدافعي النصر تعاملوا معها بشكل منسق وفعال. وسرعان ما استعادوا السيطرة على الكرة وانتقلوا إلى الهجوم. وفي هذه الأثناء، واصل جون دورانت، مستلهمًا من هدفه الأول، خلق المشاكل لدفاع المنافس، وأظهر تقنية وسرعة ممتازتين. وفي الدقيقة 35، عزز النصر تقدمه بهدف ثان. هذه المرة تميز المهاجم المخضرم باستلامه الكرة على حدود منطقة الجزاء وسددها بقوة في زاوية المرمى.
صفق الجمهور وعانق لاعبو الفريق بعضهم البعض فرحًا بنجاحهم. وبدأت المباراة بوتيرة أكثر هدوءا، مع سيطرة النصر على الكرة ومحاولة منع منافسيه من شن أي هجوم. وفي الشوط الثاني، عاد استقلال بقوة متجددة وبدأ لاعبوه بالضغط بنشاط. ولكن رغم محاولاتهم، إلا أنهم فشلوا في تشكيل تهديد حقيقي على مرمى النصر. وأظهر المدافعون تنظيما ممتازا، وتصرف حارس مرمى الفريق بثقة عند الخروج. وفي المقابل، واصل النصر البحث عن فرص لتسجيل الهدف الثالث.
وفي نهاية المباراة كان النصر في قمة مستواه. وأصبحت تحركاتهم الهجومية أكثر تطوراً وسرعان ما تمكنوا من الوصول إلى مرمى الخصم مرة أخرى. وفي الدقيقة 78، وبعد مزيج رائع من التمريرات الحاسمة، انتهى بتسديدة متقنة من خارج منطقة الجزاء، أصبحت النتيجة 3-0، وهو ما أثر في النهاية على معنويات استقلال. وفي بقية دقائق المباراة سيطر النصر على مجريات اللعب، ولم يسمح لمنافسه بالتفكير في إمكانية تسجيل ولو هدف واحد. وبعد أن أنهى الفريق المباراة بفوز واثق، أظهر أداءً جماعياً رائعاً ورغبة في القتال على الألقاب هذا الموسم. وبهذه الروح والمستوى من اللعب فإنهم بالتأكيد سيصبحون منافسين جادين على البطولة.
وفي الدقيقة 27 من المباراة، أظهر كريستيانو رونالدو مرة أخرى موهبته وثباته. وبعد عرقلة ساديو ماني داخل منطقة جزاء الفريق المنافس، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح النصر. وتقدم رونالدو إلى نقطة الجزاء ونفذ تسديدة على طريقة بانينكا، حيث أرسل الكرة ببراعة إلى وسط المرمى وتغلب على حارس المرمى. ولم يساهم هذا الهدف في مضاعفة تقدم الفريق فحسب، بل أكد أيضا ثقة البرتغالي في قدراته. وبعد تلك اللحظة أصبحت مباراة النصر أكثر ثقة. رونالدو، كقائد حقيقي، شارك بفعالية في الهجمات، محاولاً خلق لحظات جديدة لزملائه في الفريق. وبدا تفاعله مع ماني ودوران متناغما للغاية وبدأ الخصوم يواجهون صعوبات جدية في الدفاع.
وفي الفترة التالية من المباراة، أخذ فريق النصر زمام المبادرة حرفياً. وعاد رونالدو إلى دائرة الضوء في الدقيقة 40 عندما أدت تمريرته المتقنة من ركلة ركنية إلى فرصة خطيرة أخرى. ونجح مدافع استقلال في إبعاد الكرة بصعوبة إلى ركلة ركنية، منقذاً فريقه من هدف محقق. وأثار الأداء الرائع لرونالدو وزملائه الرعب في صفوف دفاع المنافس. مع بداية الشوط الثاني، حاول استقلال تغيير مجرى المباراة بإجراء عدة تبديلات وتعزيز خط هجومه. إلا أن النصر واصل سيطرته على الوضع الميداني.
وفي الدقيقة 55، كرر رونالدو الضغط على دفاع المنافس، وسدد من خارج منطقة الجزاء لكن تسديدته مرت بجوار القائم ببضع بوصات. في هذه اللحظة، كان المتفرجون في المدرجات يحبسون أنفاسهم، في انتظار هدف آخر. وفي الدقيقة 65، شن النصر هجمة أخرى، شارك فيها ساديو ماني بشكل فعال. وتغلب على اثنين من المدافعين، واقترب من منطقة الجزاء ومرر الكرة إلى رونالدو الحر. وعندما لاحظ البرتغالي أن حارس المرمى ترك مرماه، حاول رمي الكرة فوقه، لكن تمريرته كانت غير دقيقة بعض الشيء. لكن المباراة ظلت لصالح النصر وواصل هيمنته.
وفي منتصف الشوط الثاني، احتسب الحكم ركلة حرة أخرى لصالح النصر بعد خطأ على دوران. لقد كان موقعًا مثاليًا للتسديد وتحولت كل الأنظار إلى رونالدو مرة أخرى. اقترب من الكرة وأطلقها دون تفكير. وبعد أن قدمت كرة قوسية جميلة، ارتطمت الكرة بالزاوية العليا للمرمى، ما تسبب في عاصفة من المشاعر بين المشجعين. وأصبحت النتيجة 3-0 وبدأت آمال استقلال في العودة إلى المباراة تتضاءل. ولم يهدأ أداء النصر في الدقائق المتبقية من المباراة. وتزايدت ثقة الفريق مع كل لحظة وواصلوا الهجوم وخلقوا فرصا جديدة للتسجيل. وأظهر حارس مرمى الاستقلال كل مهاراته في منع المزيد من الأهداف، لكن ضغط النصر كان كبيرا.
وبعد طرد استقلال أحمد في الدقيقة 45، حصل النصر على تفوق عددي، ما سمح له بالسيطرة على المباراة بثقة أكبر. وسيطر المنتخب السعودي على الشوط الثاني، وفي الدقيقة 84 سجل جون دوران هدفين لتصبح النتيجة 3-0. وضمن الفوز تأهل النصر إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، حيث سيتم تحديد منافسه بالقرعة. ومنحت التفوق العددي النصر فرصة السيطرة على الكرة بشكل أفضل وتنفيذ هجمات أكثر خطورة. وبدأ لاعبو الفريق في استخدام الأجنحة بشكل فعال، محاولين اختراق دفاع المنافس. واصل كريستيانو رونالدو إظهار مهاراته المذهلة، حيث خلق العديد من الفرص لزملائه في الفريق وكان في قلب الحدث بنفسه. لقد ألهمت ثقته في الملعب الفريق بأكمله.
ومع بداية الشوط الثاني واصل النصر هجومه. وفي الدقيقة 55، استلم رونالدو الكرة على حافة منطقة الجزاء، ومررها ببراعة إلى دوران، الذي بعد تجاوز المدافع وجد نفسه منفردا بحارس المرمى، لكنه لم يتمكن من استغلال الفرصة. ولكن هذا لم يكسر روح الفريق. وواصلوا الضغط على مرمى المنافس. وفي الدقيقة 72 شن النصر هجمة أخرى انتهت بركلة حرة. وعاد رونالدو للكرة وأطلق تسديدة قوية مرت بجوار المرمى. نجح حارس مرمى استقلال في صد الكرة، لكن دوران كان أول من وصل إلى خط النهاية، متقدما بخطوة واحدة على الجميع. وهذا ما أكد على المستوى العالي الذي قدمه النصر في تلك المباراة.